عن إمكانية انتفاضة طلابية ضد الحوثي

عن إمكانية انتفاضة طلابية ضد الحوثي

ثلاثاء, 1 نوفمبر, 2022

2 دقيقة / دقائق قراءة

استمرت التظاهرات في إيران لليوم الخامس والأربعين على التوالي للمطالبة بإسقاط النظام الإيراني، القائم منذ أكثر من أربعة عقود.

كان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي تحذيرا يوم السبت الماضي للطلاب والمحتجين بأن ذلك اليوم آخر أيام الاحتجاجات. وتوعد سلامي بسحق الاحتجاجات التي يرى النظام الإيراني أنها مدعومة من ثلاثي الشر وفق تعبيره : الغرب والعرب وإسرائيل.

وبينما اشتدت الوتيرة القمعية للنظام الإيراني اشتدت طرقات الاحتجاجات وتنوعت الفعاليات من الساحات الرئيسية إلى الشوارع الخلفية والجامعات والمدارس وحتى مترو الأنفاق.


لا يخفى على أحد ملامح القلق الحوثي من الاحتجاجات، ومدى تأثر وتأثير ذلك على سلوك الحوثيين، ويفسر عدم تمديد الهدنة بأنه قرار إيراني.

الأهم، فيما يجري ليس ما يترتب على الحوثيين في حالة سقط النظام الإيراني، إذ ذلك مستبعد حتى الآن على الأقل، ولكنه مؤثر بشدة في أولويات النظام الإيراني، ولكن ما يمكن لليمنيين مراقبته بدقة عالية هو قدرة التحركات الشعبية على تقويض الحوثي.

ما أود قوله إن هناك فرصة للشعب أن يتحرك ويمسك زمام المبادرة في صنعاء، من الجامعات والمدارس والمعاهد وغيرها من التجمعات التي تسقط الحظر الحوثي على التظاهرات.

صحيح أن بعض المدارس قد تحركت، وكذلك بعض التجمعات المهنية أو ذي المصلحة الخاصة مثل ملاك المدن السكنية، وبعض الاعتصامات القبلية، ومظاهرات جرت في تاريخ 26 سبتمبر، الماضي في صنعاء والحديدة وإب، إلا أن الفرصة الحقيقية بدأت تلوح في الأفق بشدة.


من المهم على الجماعات الوطنية والتنظيمات والقادة الذين ينشدون التحرر من الحوثي أن يضعوا خططهم وتحركاتهم باعتبار الحكومة والمجلس الرئاسي غير موجودين وغير معول عليهم دعم أي تحرك.

إن الأسباب التي دفعت الناس إلى التظاهرات في إيران موجودة بآلاف الأضعاف في صنعاء والمناطق المحتلة من إيران، وثمة جيل ناشئ غير مسكون بالهزيمة، بدأ يشق غمار المواجهة ضد الحوثي.


وبينما قبل الحوثي الهدنة في نهاية مارس الماضي، لخوفه من شعارات ارحل يا حوثي التي انتشرت في شوارع أمانة العاصمة، ومدن أخرى، فإن نتائج الهدنة طيلة سبعة أشهر عمقت الأزمة الحوثية وقوصت العلاقات بينه وبين أتباعه، وبدأ السخط يسري حتى أنصار الحوثي أمام فشله في إسقاط مأرب وحسم المعركة عسكريا، وبدأت الفصائل التي اعتمد عليها الحوثي في قتالهم ضد الحكومة، تتقاتل فيما بينها، أو تقاتل ضد القبائل.